رواية شقة 47
لــــ احمد جمال
شقة 47 هي اول رواية للكاتب الشاب احمد جمال طالب بكلية الالسن جامعة عين شمس قسم اللغة التركية
مجلة لخابيط
L5abet Society
يأخذ اللاب الخاص به إلي غرفته حيث هي قبره الاختياري. غرفة لا يطأها إنس ولا جان، محرمة حرمة الدماء، لا تشعر و أنت بها سوي بالموت القريب، مظلمة ظلمه البحر الهائج في شهر يناير، هائجة بكل تفاصيلها، لا يدخلها إلا هو، تكاد الكائنات الحية بداخلها أن تختنق من دخان سجائره، و إن لم تختنق من الدخان تختنق من الظلام. يدخل أحمد، و يجلس في مواجهة شرفة غرفته،،،،،،
**
دقائق قليلة، اعتدت التفكير فيها، غريبة غربة الابن الضال من أبيه وسط زحمة الناس. أعلم نهايتي، فهي محتومة مكتوبة بقلمي. لم أعهد الندم يومًا إلا قليلا. أعذب نفسي بنفسي. أتسابق زمنيًا مع عقلي، أيهما يصل بي إلي الجنون أولًا. عقارب ساعتي دائمًا متوقفة، ثابتة، غير متحركة كأصنام الكعبة القديمة الصماء. أتلاشي تدريجيًا، بفرض الحب ووجوده أحيا، و بفرص الأمل و زيفه أعيش. لم أهرب من مواجهة نفسي يومًا بيومًا ، لم أواجه الناس يومًا. تناقضي يلفت أنظار من يهيمون في مترو محطة الشهداء, زومبي، لا يشعرون إلا بالمختلف عنهم رائحة و شكلًا، أتقاضي راتبًا من الكره و الحقد حتي أرضي به شهوات عقلي المريض. أتنفس إرضاءً لجسدٍ متهالك صحيًا. ألعن يوميًا تفكيري، لا يزيد إلا أضرام النار في كنار و دبت في هشيم. كل يوم أذهب إلي فراش نومي و كأنه كفني، يسحبني إلي أعماق الموت الأسود و لا أدري إلا و اليوم الآخر يدب في الحياة التي لا أثق في احتياجها. كل هذا و أنا أجلس أمام نفسي، أعاتبها معاتبة الحبيبة للحبيب. لم أعلم هل الحب موجود حقًا؟!!أم هو وهم من أوهام عقلي الذي ما كنت دائمًا متيقنًا أنه سراب لا غير، كضباب بحيرة في شتاء قارص البرودة.
لتحميل الرواية