حوجن .......... ابراهيم عباس
****
حصريا علي مدونه مجتمع لخابيط الشرقي
L5abet Oriental Society
--------
--------
عند سماع كلمة "الجنّ" وذكر المواضيع المتعلّقة بهذا العالم الموازي يتحمّس البعض لسماع المزيد من هذه الأحاديث المتعلّقة بالجنّ وعالم الأرواح, والبعض الآخر يهرع ويخاف ويحاولون تجنّبها بسبب بعض الاعتقادات, بهذا نالت رواية "حوْجن" للكاتب السعودي إبراهيم عبّاس إعجاباً وانتقاداً كبيرين لمحتواها فتصدّرت الكتب الأعلى مبيعاً في المملكة العربية السعودية, وبات الحديث عنها عادة شبه يوميّة بالأخصّ بين الطلّاب السعوديّين وازداد الحديث عنها على مواقع التواصل الاجتماعيّ.
يسمّى الفصل الأول من رواية حوْجن: "بيتنا مسكون.. بالإنس", ومن هنا تنطلق قصّة الرواية عندما تنتقل سوسن طالبة الطّب المجتهدة وعائلتها إلى العيش بإحدى الفلل التي يقطنها الجنّي حوْجن الشاب ذو التسعين عاماً مع عائلته من الجنّ المستأنسين والمؤلّفة من أمّه وجدّه إليائسين, وكان حوْجن لا يفضّل الاختلاط بمعشر الإنس ويغيّر طريقه إلى عمله حتّى لا يضطّر أن يمرّ من أواسط المدينة المزدحمة ويحتكّ بالبشر, لكن سرعان ما يقع حوْجن في حبّ سوسن القاطنة في غرفته السابقة بعدما كان يشفق على عشّاق الإنس من الجنّ فراح يستذكر عندما قال لعمّته: "هل عشقك لذلك الإنسي يستحقّ أن تدمّري حياتك وحياته؟" وتذكّر أيضاً ما أجابت به حينذاك: "الحبّ يا حوْجن لا يفرّق بين الإنس والجنّ...الحبّ فوق كل الفروقات.", فباتت سوسن كل ما يسيطر على تفكير حوْجن فيجد أن لعبة الويجا –لعبة قديمة بين الإنس والجنّ- هي الطريقة الوحيدة ليتواصل مع سوسن. ولا ننسى التنويه إلى مغامرات حوْجن مع زميل سوسن إياد وشجاعتهما في محاولات إنقاذ سوسن من السرطان الذي كان سرّها المخفيّ حتى عن عائلتها وإنقاذ أبيها من الابتزاز الذي يتعرّض له.
يحاول الكاتب بيان مدى المبالغة في الأساطير والخزعبلات المتعلّقة بالجن, وأهمّها محاولته في توضيح معنى التلبّس وعلاقته بالجنّ, كما يقدّم النصح والإرشادات لنا –معشر الإنس- من نظرة خارج عالمنا انتقاداً للكثير من التصرّفات التي نقوم بها.
رواية خياليّة خارجة عن الإطار التقليدي السائد للرواية العربيّة ذات لغة بسيطة وأحداث ساحرة وشيّقة تقتحمها اللهجة الحجازيّة بطريقة انسيابيّة.